بسم الله خير الأسماء، بسم الله الذي لا يضر مع اسمه داء، الله الواحد القهار، العفو الغفار.
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، والصلاة والسلام على رسوله المبشر النذير، محمداً صلى الله عليه وسلم، أما بعد:
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة من فلسطين المسلمة، ولدت مسلمة، لكني لم أعرف الإسلام إلا بعد أن امتثلت لأمره تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ}[النور:31]، وهذه قصتي:
كنت أصلي وأصوم مثل كل الفتيات، لكني سألت نفسي: هل هذه هي كل واجباتي تجاه ربي؟
هل يلزمني الحجاب؟
وعندما قرأت الأمر للمسلمات بلبس الحجاب، تلاهيت وأقنعت نفسي أن الخطاب ليس موجه لي، ثم أنني كنت في مقتبل العمر وأردت أن استمتع بحياتي...
إلى أن جاءني النور...
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [النور:36].
والنور في قول الله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [التغابن:12].
والنور في قوله تعالى:{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّـهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ} [الحديد:16].
وقرأت قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ أُولَـٰئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ} [المجادلة:20].
ففي ليلة النور التي قرأت فيها هذه الآيات لم أنم...
بقيت ساهرة إلى الفجر، ولم أكن أصلي الفجر..
ما استطعت أن أنام، وعاهدت الله لإن أصبحت، لا أصبح على معصيته...
وكان بيني وبين نفسي تحدٍ...
أني إذا غلبت في هذه ولبست الحجاب، فإني أستطيع أن أتغلب على الشيطان في أي مسألة أخرى...
والحمد لله، أمسيت مؤمنة... وأصبحت مؤمنة...
لا يضرني كيد الكائدين...
ولا نقد الناقدين...
فقد آمنت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا.
اعلمي يا أخيتي، ويا أخي الذي تصمت عن تبرج أخواتك وزوجتك...
أنكم عن كل ذلك مسئولون، وأعلموا أن الحجاب فرض...
فرض...
فرض...
وليس هوى ونافلة...
وليس لك أن تختاري غير ما اختار لك الله...
أرجوك أختاه...
اتبعي الهدى ولا تتبعي الهوى...
النور...
الحجاب...
التقى والعفاف ....
أعاننا الله على الخير والدعوة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا تنسوني من دعائكم والدعاء لإخوانكم في فلسطين.